لغات الحب الخمس

Screen Shot 2017-06-03 at 6.20.30 PM

سلام

أقرأ حاليا كتاب عن لغات الحب. موضوعه قريب للنفس ولا أعتقد أن هناك من يمكنه تجاهل أهمية مثل هذا الكتاب كمصدر للثقافة الاجتماعية و العاطفية. كمصدر مهم لتحسين جانب حيوي من فن الحوار و التعامل مع الناس. الكتاب يركز على العامل مع شريك الحياة بالدرجة الأولى لأنه و ببساطة هذا ما يعتبر مصدر التوازن للفرد

الفكرة الرئيسية للكتاب هي ابراز أهميه أن يعرف أحدنا لغة الحب التي يفهمها شريك حياتنا لنتواصل افضل و نحقق ما نريد بشكل أفضل و نحقق السعادة و الرضا للجميع في آخر المطاف. نحن نعلم جيدا أن هناك صديق ما يحب الملوخية، و عليه اذا اردنا اكرامه على عزومة عشا، نعلم جيدا ان الملوخية ستكون بالتاكيد محل اعجاب و ستحوز على رضا صديقنا و سنشعر نحن تبعاً بالسعادة لأننا استطعنا اسعاد صديقنا. هذا ببساطة المعنى وراء لزوم اكتشاف لغة الحب التي يتحدث بها شريك حياتنا

أعجبني الكتاب كثيرا لسبب آخر. في عالمنا العربي نكبر و نتعلم بانفسنا الكثير عن مشاعرنا و احاسيسنا و لا يكون لدينا مسميات نستطيع استخدامها عند الاشارة عن تلك المشاعر- هذا اذا وجدنا من نحادثه عن مشاعرنا اصلاً- ما علينا، المهم…الكتاب يوضح الكثير من تلك المراحل التي نمر بها عند لقاءنا شخصاً مميزاً من خلاله نرى الدنيا و قد اصبحت مكانا أفضل بالفعل. و يفسر الكتاب الكثير من التغييرات التي تطرأ على تلك المشاعر وما يترتب عليها من مشاكل و صعوبات قد تؤدي احيانا الى الانفصال. ويقدم الكتاب خططاً للتعامل مع هذة التغييرات بحث نربح العلاقة المتينة مع شريك حياتنا وكل السعادة و البهجة التي تزامنت مع بدء الحياة الزوجية

قراءة سعيدة

واراكم في تدوينة قادمة

التشاكرات السبع

سلام

تبدأ التشاكرات السبعة من قاعدة العمود الفقري. كما ذكرنا في التدوينة السابقة، التشاكرات الثلاث الأولى مادية في حين أن الثلاث الأخيرة روحانية و التشاكرا الوسطية (تشاكرا القلب) تربط ما بين التشاكرات المادية و الروحانية وتحقق التوازن بينهم. يرمز للتشاكرات بألوان الطيف و ذلك دلالة على ترددات الضوء و الطاقة المرتبطة بهذه المراكز

التشاكرا الأولى: هذه التشاكرا مسؤولة عن الحقوق و الأمان المادي، السلامة و الثبات و بشكل عام تعبر عن الاحتيجات الأساسية للفرد من غذاء و مأوى و شعور بالأمان.

التشاكرا الثانية: تقع هذه التشاكرا أسفل الصرة و تعبر عن العواطف والصفات الخلاقة و الابداعية و هي مركز الجنس والحس الابداعي.

التشاكرا الثالثة: وهي من السرة إلى عظم الصدر و تعبر هذه التشاكرا عن مصدر القوة الشخصية للفرد، الإرادة و السمات الاجتماعية للفرد.

التشاكرا الرابعة: تشاكرا القلب (وهي الرابط مابين التشاكرات المادية و الروحانية) هي مركز التعاطف و التراحم، الحب و الانسجام و مهمة هذه التشاكرا الربط بين النفس و الروح و الجسد و خلق التوازن بينهم. وعند سلامة التشاكرات الثلاث الأولى تتحقق قدرة الفرد على فتح هذه التشاكرا بشكل فعال

التشاكرا الخامسة: توجد في منطقة الحلق و هي مسؤولة عن التعبير الذاتي والقدرة على قول الحقيقة

التشاكرا السادسة: توجد بين الحاجبين وتسمى هذه التشاكرا أحيناً بالعين الثالثة. وهي مركز الحدس و الابصار لما لا تراه العينين.

التشاكرا السابعة: تقع هذه التشاكرا في قمة الرأس و هي مسؤولة عن الحكمة والسمو والتنوير. وفي أفضل حالاتها تعد السبيل للاتصال الروحي المباشر مع جميع أشكال الحياة ومن ثم الناس والإله.

أراكم في تدوينة قادمة

ماهي التشاكرات؟

سلام

ماهي التشاكرات؟

التشاكرا كلمة سنسكريتية تعني عجلة أو قرص. تستخدمم هذه الكلمة في التأمل و اليوغا لتعني مجموعة مراكز للطاقة تتوزع على استقامة العمود الفقري. هناك سبعة تشاكرات ثلاث منها مادية، حسية، قاعدية و ثلاث أخرى فكرية، نفسية وروحانية و بينهم تشاكرا قلبية وسيطة تربط بين المجموعتين المادية و الروحانية. هذه التشاكرات تعمل كدومات تدور فيها الطاقة المسماه (برانا) و هي طاقة الحياة الغير مرئية والتي يمكن تشبيهها بالكهرباء التي لا ترى و لكن يظهر تأثيرها واضحاً للعين.

التشاكرات المختلفة تقع في مناطق تحوي مجموعة من المراكز العصبية و الأعضاء الحيوية في الجسم. وهذه التشاكرات مسؤولة عن تنظيم وظائف الجسم بدأً من العمليات الحيوية مروراً بالوظائف المناعية و وصولاً للتوازن النفسي و الروحاني. ولكي يحصل الانسان على الصحة التامة على المستوى الجسدي و النفسي والعاطفي وأيضاً الروحاني، يجب أن تكون تلك التشاكرات تعمل بتوازن و تنساب منها الطاقة دخولاً و خروجاً بلا معوقات. وفي حال وجود معوقات لانسياب الطاقة و حركتها في التشاكرات عندها تظهر على الانسان علامات النقص في الصحة سواء على المستوى المادي أو الروحاني في شكل أمراض جسدية أو مشاكل نفسية أو غيرها مما يخل بتوازن الانسان.

الوعي مهم لازالة تلك المعوقات و للمحافظة على ابقاء هذه التشاكرات مفتوحة. فيجب على الشخص ادراك أن وجود المشاكل الصحية في جهة معينة من الجسم يشير إلى منطقة انحباس للطاقة في واحدة من التشاكرات.  وغالباً ما تتأثر بقية التشاكرات بما يحدث من انحباس للطاقة في تشاكرا معينة. ولعلاج هذه المشاكل الصحية يجب اعادة فتح التشاكرات لتحقيق اعادة التوازن الطاقي للجسم.

ماهو قانون الجذب؟

سلام

قانون الجذب مثل قانون الجاذبية تماماً، هو قانون سائر و فعال سواء انتبهنا لتأثيره أم لم ننتبه. و هو تماماً مثل قانون الجاذبية الفيزيائي يعمل على أية حال و نحن إما أن نطيعه فيطيعنا و إما أن نعاكسه فيتعبنا

قررت مؤخراً تدوين كل ما أعرفه عن قانون الجذب و أجربه تجربة عملية و أوثق نتائجها أولاً بأول. و بعد فترة من التأمل و التدبر وجت أنه من المستحسن البحث في تجاربي الماضية عن مثال لتأثير قانون الجذب

كما يعرف الكثير عني أنا من محبي التريكو و قد أشتريت يوماً خيط صوف لأحيك جورب صوفي للشتاء من موقع الأمازون. نفذت المشروع و أعجبني الجورب جداً و رغبت أن أحيك مجموعة من الجوارب باستخدام هذا الخيط. بحثت عنه كثيراً و في كل مكان. على الامازون في أمريكا و بريطانيا وعلى مواقع معروفة لخيوط الصوف. بحثت و لم أجد ولا لفة واحدة. أكتشفت أن هذا الخيط مرغوب جداً و هناك الكثير من الناس حول العالم يحبون استخدامه في حياكة الجوارب. و بعد فترة تركت البحث و قلت لنفسي أنا عندي خيوط كثيرة سأستعملها ، و هذا ما حدث بالفعل

وفي يوم من الأيام تلقيت إيميل من الأمازون يفيد برود رسالة من عميل يستفسر فيها عن هذا الخيط.من يستخدم الامازون يعلم جيداً أنه يمكن الاستفسار عن منتج معين من الناس الذين اشتروه بالفعل. و يقوم الامازون نيابة عن العميل بالتواصل مع المشتري السابق- أنا – و يطلب مساعدتك في حال ان رغبت بالاجابة على سؤال العميل الجديد

أنا أحب المساعدة و لا أتردد في الاجابة و عليه ضغطت الرابط و انتقلت لموقع الامازون في صفحة الخيط المفضل لدي ، عندما كتبت ردي، نظرت لحالة المنتج و وجدت أنه متوفر و قابل للشحن للسعودية و بكمية كبيرة تكفي كل الجوارب التي كنت أريد حياكتها

شئ رائع و جميل أن يفكر شخص ما في طرف العالم بفعل معين وتصل نتيجة هذا الفعل اليك بمنتهى البساطة حاملة لك ما يساعدك على تحقيق رغبتك

أراكم في تدوينة قادمة

مع محبتي

الحلم بكسر الخبز

قصة قصيرة

رأيت فيما يرى النائم أني محاطة بالحمام ، لا يكاد يهبط حتى أن يطير مرة أخرى و لا يكاد يبتعد حتى يرجع للرفرفة حولي و نقر الأرض ثم معاودة التحليق مجدداً. و رأيت أني ألقي إليه بأرغفة الخبز و أحتفظ بكسره في جيبي. بين الحلم و اليقظة، وجدت نفسي يوماً في صالة الانظار في دار السيدة خديجة، أخذتني خالتي لعندها لتأويل منامي. لم يكن هناك سوانا فلم يدم انتظارنا طويلاً. دخلنا إليها و سمعت منامي و بعد صمت طال، سألت: هل لديك ولد؟ أجبتها بأنني غير متزوجة أصلاً. فقالت إذن تتزوجين و تلدين الولد الذي يسافر ولا يترك الترحال

خرجنا من دار السيدة خديجة و خالتي تعيش نشوة اخبار والدتي بنبأ قرب زواجي. نعم لقد تعاملت معه و كأنه نبأ و يجب علينا الآن أن نحضر لوازم العرس. فرحت والدتي كثيراً ما نقلته إليها خالتي و أعتقد أنني جالستهما ساعات طوال لا أذكر تفاصيلها غير أني أذكر خاتمتها جيداً

نظرت إلى خالتي نظرة مسعورة و طلبت إليها أن تخرج من دارنا و لا تعود أبداً. سكتتا ذهولاً ثم نطقت والدتي: هل جننت؟ و بادرتها خالتي: عين

سحبتها، جررتها، دفعتها صرخت و تعالى صراخي: لا أريد أن أراكي في بيتنا مجددا. اللعنة عليك و على السيدة خديجة و على والدتي و علي أنا أيضاً أن تركتك تدوسين عتبة بيتنا مرة أخرى

نمت نوماً هادئاً عميقا تلك الليلة. و رأيت فيما يرى النائم أنني محاطة بحمام يأتيني من بعيد جداً يرفرف كثيراً و يهبط قبالتي ويهداً. أخرج رغيفاً و افتت بعضه و القي بالفتات للحمام. أمسك رغيفي بكلتا يدي و أقضم منه قضمة أمضغها ببطء، أتذوقها على مهل و أستمع لهديل الحمام يشاركني أحلامي. و يغمرني عندها دف لذيذ، أفتح عيني و بين الحلم و اليقظة، أبتسم و أقول لنفسي: “سيكون الأمر كله خيراً من الآن فصاعداً” أعلم ذلك

توزيع الرّزق و العدل

مما اثار انتباهي اليوم  اثناء حوار مع احدى زميلاتي الأكثر نضجا وإدراكا لموقعها من الانسانية انها تؤمن بمبدأ سمته العدل الالهي في توزيع الرزق حين ان من لديه العائلة و الولد يفتقر للمال و من لديه المال تنقصه العائلة و الولد وهكذا

اجد في نفسي الكثير من العداء الفطري لمثل هذا الكلام حتى بعد ما سمعت منها من التحليل والتفسير الذي يظهر مدى عدل هذه المنظومة. اهم ما ورد في عريضة دفاعها عن هذا الرأي هو أنا الدنيا لا تعطي احدا كل ما يريد و ان الله عز وجل ادرى بمصلحتنا و هو يعطينا ما يكون مصلحا لدنيانا و باقيا لآخرتنا

لا اعلم من أين أبدا هجومي على كل هذه الترهات لانها تربك عقلي الذي تخطى مرحلة “ان يسمع الكلام” وان يكون مؤدبا مع ما يعتبره مجتمعنا حكمة بالغة

يقول ربنا ذو الجلال و الإكرام انه سخر لنا مافي السموات و مافي الارض و يأتي من يقول لنا: ارض بنصيبك وما فاتك فهو شر دفعه الله عنك، وكل ما حاولت ات تصل اليه ولم تقدر فهو غير مقدر لك.

كل هذا معارض لنصوص صريحة في القرآن. لا يوجد في القرآن على سبيل المثال اي نص يُبين شروط ما يحتويه الدعاء، بل شرط استجابة الدعاء هو ان يدعو الداعي بإيمان و ثقة في استجابة الدعاء فقط، فمن أين جاءت نظرية ارض بأمر الله لأنك لم تنجب الى الآن؟ خصوصاً وان الله قد ذكر صراحة: فاستجبنا له و وهبنا له يحيى

 عاقر و بعد كبر أنجبت فأخبرني أيها العالم العربي الكريم من أين لم بنظرية كل الدكاترة يقولو مستحيل، ارض بنصيبك؟

وبالنسبة لمحدودية الرزق في نوع واحد دون غيره، أين أنتم من قوله تعالي

ولو ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا

بالنسبة لي لم اجد اي نوع محدد من البركات هنا، بالعكس بركات مذكورة بصيغة الجمع غير المعرف، اي انها مفتوحة لتأويل القارئ حسب ما يريد ان يرزقه الله، فمن أين لنا بنظرية عندك الولد و شي طبيعي ان ينقصك المال فأحمد ربك و ارض بنصيبك؟

يتبع

مع محبتي

وجهات نظر

سلام

اذكر انني في بداياتي اشتغلت بالتدريس في قرية من القرى المحيطة بمدينتي وكنت اعمل مدرسة للغة الانجليزية في مدرسة متوسطة.   كان في صفي مجموعة من التلميذات العرب وكانت إحداهن محببة الى قلبي وكانت تتكلم مزيجا من الحجازية و المصرية واللهجة البدوية للقرية التي كانت تعيش فيها،  بالاضافة لمحاولاتها التي لا تكل للكلام باللغة الانجليزية وكل ذلك المزيج كان من اكثر من يجلب  الضحكة لقلبي حتى اللحظة. وكنت أشفق عليها من كل تلك الزوابع اللغوية و عليه كنت احدثها اما بالانجليزية او بالمصرية، الامر الذي كان يضحكها لفداحة الجرم الذي كنت أرتكبه بحق اللهجة المصرية فقد كانت تصححني وتضحك وتقول بخجل : لا مش كدا يا مس!

القصة ليست هنا ولكن القصة كلها كانت في ان ماكان يضحكنا كان ذاته ما يغضب غيرنا

علمت لاحقا ان احتى الطالبات المصريات بالصف  قد اشتكت انني استهزأ باللهجة المصرية، وقررت حينها ان اجتمع بالمطالبة و اشرح لها ان ما ظنته استهزاء هو في الواقع محاولة مني للتقرب إليهن و تسهيل فهم المعلومة. بل وحاولت جاهدة ان اجعلها ترى الشكل الكوميدي الذي عادة ماتكون الصف عليه اثناء درس الانجليزية فهناك مصريات يعرفن اللهجة البدوية اكثر مني أنا و أنا أدرس الانجليزية وهناك الكثر من الطرائف تحدث من بين الاثنين

لم تفهم و عندها تعلمت أنا الدرس العملي الاول في حياتي: لن يتعلم و لن يتغير من لا يريد ان يتعلم و يتغير. هكذا ببساطة

اراكم بإذن الله في تدوينه قادمة

مع محبتي

موسم الأعياد

سلام

المواسم مواقيت يتضافر فيها الزمان والمكان مع رغبة جماعية في ذات الشئ وعندما يوجد بين الجماعة الرجل الرشيد تكون تلك المواسم مليئة بالبركة والمسرات. وعليه قد يجد الواحد منا نفسه سعيدا بلا اي داعٍ غير انه قد أحاط نفسه بناس وجودهم يبعث على السعادة وعند أدنى محاولة منه لإيجاد البسمة يجد ان الضحكة تهل عليه و تبدأ الأسباب السعيدة تعلن عن وجودها

هذا ما صار خلال العيد الوطني الفائت، فقد تلقيت هدايا لم تكن تخطر على البال وقابلت صعوبات عدة بأعصاب هادئة لا أعلم من أين تأت لي و في لحظة قررت فيها الاسترخاء مع الموسيقى اكتشفت موسيقياً عربيا لم أكن اعرفه من قبل

شغلت الفيديو بناء على مقترحات اليوتيوب وكانت لمقطوعة فالتس أحب سماعها ولم اصدق أذني و أعدت الاستماع اليها مراراً و تكرارا فهي لا تمل أبدا، أعتدت على عدم الثقة كثيراً في العقل العربي و رغبته في تقديم المحتوى الجيد الذي يحترم عقلية و إنسانية المتلقي ولكن اعترف ان عدم الثقة تلك قد تزحزحت قليلاً بعد سماعي لعدد من المعزوفات على قناة الموسيقي طارق رفعت

تجدون في هذا الرابط فيديو يوتيوب له عارفاً الفالس الثاني لشوستاكوفيتش وأنصح بالتجول والوقوف قليلاً في قناته العامرة بمحتوى جميل جداً واستعدوا للانبهار، وخذوا حذركم فالانبهار بالجود العربي قد يكون مزلزلاً مخيفاً هذه الأيام قد نراه ولا نجد له مسمى فيتفلت

مازت منذ طفولتي اؤمن بان من يتربى على الفن والجمال يصبح كياناً حساساً لأدنى ما يشوب وعليه و بعد سنين طويلة من التعليم ارى بوجوب تعليم الحس الفني في المدارس و اذا لم يمكن انصح الأهل بتنمية الجانب النقدي والفني و الجمالي لدى ابناءهم لأنهم عندها يصبحون قادرين على إيجاد الطريق للانسانية الجميلة حتى في قلب الظلام

وحتما ستقدرون و يقدرون على خلق مواسم للأعياد حافلةً بالأعياد الحقيقة

اراكم في تدوينه جديدة

مع محبتي

كيف يتحكم عقلك الباطن بتصرفاتك

 

image

سلام

التقطت هذا الكتاب وقررت أتصفحه قليلاً ووجدت ان القليل الذي قرأته يستحق قيمة الكتاب فقررت شراؤه وبعدها بشهور استخدمت احدى المعلومات المذكورة مع ابن أختي البالغ من العمر تسع سنين و جعلني اشعر انني احسنت عندما قررت شراء الكتاب

الكتاب يحوي جزءين و كل جزء يحوي مجموعة مقسمة لفصول تبحث في دراسات قد تبدو وأنها منفصله  و لكن الهدف من ذلك هو توضيح الفكرة الأساسية للكتاب وهي ان الكثير من إدراكنا للعالم من حولنا و تصرفاتنا و قراراتنا و ذاكرتنا و طريقة تعاملنا مع الغير كل ذلك محكوم بطريقة ما عن طريق العقل الباطن. فقد نشترى سلعة ما و نقول اننا نحبها و انها تناسبنا وان قرارنا بابتياعها نابع من قناعتنا ومصلحتنا الشخصية لنجد ان هذا القرار قد كان محكوما و بشدة عن طريق عقلنا الباطن بدون ان نعي ذلك

ذكرني هذا الكتاب بحلقة من برنامج دارين براون والذي أوضح للمشاهدين ان بامكانه التحكم بقراراتنا في حين ان المشاركين معه كأنو يؤكدون انهم اختاروا وقرروا بكامل حريتهم ولكن هو في الواقع قد أوجد لهم بيئة تملي عليهم اختياراتهم

من أهم ما ورد في الكتاب و أدهشني كثيراً هو ما ورد عن الذاكرة، وان الذاكرة لا يمكن الاعتماد عليها لانها قد تخوننا بطرق مختلفة إما بالاضافة او النقص او التعديل. ذكر المؤلف ان بإمكاننا التعديل على الذاكرة اذا بعُدت الذكريات. وقد قررت تجربة هذا مع ابن اختي الذي اصبح يخشى البحر لانه كاد ان يغرق مرة عندما كان أصغر. جلست معه وتكلمنا في الموضوع وبدا يحكي لي ذكرياته و أضفت تفصيلة صغيرة لم تحدث وقلت له انت استمتعت كثيرا بأنك استطعت ان تتحكم بالموقف و تطلب النجدة في الوقت المناسب. ذكر لي تفاصيل كثيرة عن خوفه و غضبه. تكررت الحكاية مرة اخرى بعدها بحوالي العام، وقد وجدته هذا المرة ناسياً بعض التفاصيل و عندما حكيت له عن انه استمتع بانه استطاع السيطرة على الموقف أكد لي ذلك وعبر عن سعادته انه قد تصرف التصرف السليم. تمت اضافة تفاصيل بنجاح. جنون، أليس كذلك؟

 لا أعرف هل احسنت ام اسأت. أنا أعلم أني لست بمعالجة مؤهلة ولكن طريقته في سرد الحكاية بإضافة جوانب سعيدة جعلني أشعر ان هناك في هذه المباحث مجالاً واسعا للاستفادة منها في التربية و التعليم على سبيل المثال

كتاب ممتع يصلح للقراءة من سن الخامسة عشر. مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة و مفيدة

مع محبتي

هل يريد الناس المساعدة حقاً؟

سلام

هناك عبارات يقولها الناس و تشدني رغبة عارمة في تفنيدها ومنها – حاولنا نساعدها بس ما رضيت. في بداية الكلام دعنا عزيزي القارئ نتفق على المنظور الأدبي لكل ما يرد هنا، فهو الأصح فيما يتعلق بالتعامل مع هكذا مواضيع، لا نغضب ولا نفرح بل نرص المعطيات رصاً جنباً الى جنب ونقرأ سوية القصة التي تكتب نفسها بنفسها

في كل مرة احضر حوارات يدور حول الرغبة في مساعدة شخص ما، أرى ان الحوار لا يعدو كونه كلاماً من طرف للفراغ و كلاماً من طرف الى نفسه. الشخص المحتاج للمساعدة يتكلم بلسانٍ و عينين ولا يجد القلب المستمع وعندها قد يصمت اللسان ولكن تقول العينان الكثير. والطرف الثاني، مقدم المساعدة المزعومة، لا يفتأ يقدم الحجة تلو الحجة على صدق رغبته في المساعدة. ولكن المثير للاهتمام هنا توقف الحوار فعندها عادة يستغرق المساعد وقتاً طويلاً في إبراز همته و صلاح نيته دون ان يقول المحتاج شيئا ودون ان ينطق بحرف

ومن ابرز سمات الحديث المبني على ابداء الرغبة في المساعدة هو اقتصار اللقاء على الكلام فقط، ليس القول ولكن الكلام. ارى دائماً اصحاب النيات الحسنة في المساعدة، يدخلون يبدون رغبتهم الصادقة، يتكلمون و يفصلون و يشرحون و يختصرون ويعيدون ثم يأكدون رغبتهم و يخرجون. لا فعل على الإطلاق ، لا حضن يلم الشتات، لا يد تمتد ، ولا شي يحرك المحتاج حتى من مكان لمكان ولو لتغيير الحائط المقابل لوجوههم علهم يَرَوْن ان الدنيا عالم أوسع من عالمهم

واكبر و اهم سمةِ تجعلني افقد آخر أمل لي بوجود ما يسمى رغبة صادقة للمساعدة هو ما أراه مرتسماً على وجه المساعد المزعوم- أراه معتداً بإنجازه بانه أراد المساعدة وقد عرضها بالفعل ولكن هو المحتاج لم يتقبلها. سنين طويلة مرت علي وانا احلم بان اجد من يكسر تلك القاعدة ويقول شيئا مثل : لا اعلم لم فشلت في مساعدته؟ يا ترى هل هناك شي ما يمكنني ان أقوله او افعله لأتمكن من مساعدته؟ اللغة وصياغة الألفاظ تقول الكثير مما لا يجرؤ اللسان على النطق به، ولكن صيغة الحقيقة لا تخرج الا من قلب حواها بالفعل

بالمختصر لا اصدق ان هناك من يريد المساعدة حقاً

ولكن عزيزي القارئ لا تبتئس، لا أقصد التشاؤم أبداً بل العكس صحيح

كيف يكون العكس صحيحاً؟ انتظروني و تدوينة جديدة

مع محبتي